✍🏻/ عفاف فيصل صالح.
تحلُّ علينا ذكرى كربلاء، تلك الكربلة المظلومة التي سطَّر فيها الإمام الحسين عليه السلام درب البطولة والتضحية في سبيل الحق والعدالة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، وإنما هي رمزٌ حيٌ يُجسّد مبدأ المقاومة والصمود أمام الظلم والطغيان، ودعوةٌ مستمرة لكل الأجيال لنصرة الحق والدفاع عن المبادئ الإنسانية.
في معركة كربلاء، وقف الإمام الحسين عليه السلام في وجه الطاغية يزيد بن معاوية، وهو يعلم أن المواجهة قد تودي بحياته، لكنه اختار أن يكون صوت الحق والأحرار، وقدم نفسه فداءً لقضايا الإنسان والكرامة. لقد كانت تضحيته لا تقتصر على نفسه فحسب، بل كانت بمثابة رسالة أمل وسلام لكل من يسعى لنصرة الحق، وهو ما يجعل ذكرى كربلاء تتجدد في قلوب المحبين، وتستلهم من تضحيات الإمام دروساً في الشجاعة والصبر والثبات.
وفي خضمِّ الأهوال والدموع، تظهر معاني التضحية بوضوح، حيث يُرى الإمام الحسين عليه السلام وكأنه يعلم أن مصيره محتوم، لكنه مصرّ على أن يسير على درب الحق، فصارت كربلاء رمزا للصمود أمام الظلم، وللوحدة في مواجهة التفرقة، ولتذكير كل إنسان أن الحق لن يُزهق أبداً إذا وقف الجميع بجانب الحق.
وفي كل عام، تتجدد مشاعر الوفاء والإيمان، تجتمع القلوب لإحياء ذكرى الشهيد الحسين عليه السلام، متأملين في تضحياته التي صنعت من كربلاء مدرسة عظيمة في مقاومة الظلم، ونموذجاً خالدًا للبطولة والصبر، ليظل نداء الحق باقيًا عبر العصور، مؤكداً أن التضحية من أجل المبادئ ليست مجرد عمل، بل هي حياة تُعاش، وذِكرى تتوارثها الأجيال.
لنُحيي ذكرى الإمام الحسين عليه السلام بالإيمان والعمل الصالح، ولنجعل من تضحيته منارةً تهتدي بها كل النفوس التواقة للعدالة والإنسانية، فكرمة كربلاء، ستظل خالدة تتردد أصداؤها في أرجاء العالم، داعية إلى السلام والحق والخير.
كل دماء شهداء كربلاء، وكل كلمات الإمام الحسين عليه السلام، تروي قصة إنسانية عميقة: قصة الإيمان الذي لا يضعف، والحق الذي لا يُقهَر، والعدل الذي يُنصر رغم الظلام، فتصبح كربلاء منارةً تضيء دروب الأحرار في كل زمان.
#ذكرى كربلاء.